الثلاثاء، 21 فبراير 2012

ما المقصود من الشيعة ؟

ما المقصود من الشيعة ؟
الجواب :
الشيعة في اللغة العربيّة بمعنى : الأتباع ، وفي الذكر الحكيم : ) وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لاَِ بْراهِيمَ (([1]); أي أنّ من أتباع نوح إبراهيم .
والشيعة في اصطلاح المسلمين تطلق على فرقة إسلامية تعتقد أن النبي(صلى الله عليه وآله) عيّن خليفة المسلمين قبل رحيله من هذا العالم ، وقد بيّن ذلك في مواطن متعدّدة أحدها اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة من السنة العاشرة للهجرة والمعروف بـ «يوم الغدير» حيث صرّح بتعيينه خليفة أمام جمع عظيم من المسلمين و أنه المرجع السياسي والعلمي والديني بعده(صلى الله عليه وآله) .
توضيح ذلك : انّ المسلمين من المهاجرين والأنصار صاروا على طائفتين بعد النبي(صلى الله عليه وآله) هما :
1 ـ الفرقة التي تعتقد أن النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يترك أمر الخلافة هكذا ، بل عيّن خليفة ووليّاً يليه ، وهو أوّل المؤمنين به عليّ بن أبي طالب .
وقد ضمّت هذه الفرقة طائفة من المهاجرين والأنصار ، وعلى رأسهم وجوه بني هاشم وجماعة من كبار الصحابة ; كسلمان و أبي ذر والمقداد وخباب بن الأرت و أضرابهم ، وقد ثبتوا على هذه العقيدة ، وعرفوا بـ «شيعة علي» . وهذا الاسم مستلهم من قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) عندما أشار لعلي وقال :
أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبي(صلى الله عليه وآله) فأقبل عليّ فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله) : والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة»([2]) .
وعلى هذا فالشيعة جماعة من مسلمي صدر الإسلام اعتقدوا أنّ الخلافة منصوصة ، عرفوا بهذا الاسم ، ولا يزالون إلى يومنا هذا على هذه العقيدة وعلى اتّباع أهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله) .
وبهذا البيان تتضح منزلة الشيعة ، كما يتضح فساد قول بعض الوضّاعين أو الجهّال القائلين بأن التشيّع وليد العصور المتأخرة . ولأجل معرفة تأريخ الشيعة بنحو موسّع ومفصّل راجع الكتب التالية : أصل الشيعة واُصولها ، المراجعات ، أعيان الشيعة .
2 ـ الفرقة التي تعتقد أن الخلافة تابعة للانتخابات وآراء المسلمين هي التي تحدّد الخليفة ، ومن هنا عقدوا البيعة مع أبي بكر ، وقد عرفوا بعد ذلك بـ«أهل السنّة» .
والذي انتهت اليه الاُمة الإسلامية هو حصول هاتين الطائفتين ، لاختلافهما في مسألة الخلافة ، مع اشتراكهما في كثير من الاُصول والفروع ، وقد اتضح أنّ أساسهما هو المهاجرون والأنصار .


([1])  الصافات : 83 .
([2])  الدر المنثور لجلال الدين السيوطي، ج 6 ، ص 379 ذيل الآية : ) إنَّ الّذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ اُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ ( .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق